کد مطلب:99446 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:121
[صفحه 143] الشرح: فان قلت: لقائل ان یقول: اذا اوصاهم بالتوحید و اتباع سنه النبی (ص) فلم یبق شی ء بعد ذلك یقول فیه: اقیموا هذین العمودین و خلاكم ذم، لان سنه النبی (ص) فعل كل واجب. و تجنب كل قبیح فخلاهم ذم فما ذا یقال؟ و الجواب ان كثیرا من الصحابه كلفوا انفسهم امورا من النوافل شاقه جدا، فمنهم من كان یقوم اللیل كله، و منهم من كان یصوم الدهر كله، و منهم المرابط فی الثغور، و منهم المجاهد مع سقوط الجهاد عنه لقیام غیره به، و منهم تارك النكاح، و منهم تارك المطاعم و الملابس، و كانوا یتفاخرون بذلك، و یتنافسون فیه، فاراد (ع) ان یبین لاهله و شیعته وقت الوصیه ان المهم الاعظم هو التوحید، و القیام بما یعلم من دین محمد (ص) انه واجب، و لا علیكم بالاخلال بما عدا ذلك، فلیت من المائه واحدا نهض بذلك، و المراد ترغیبهم بتخفیف وظائف التكالیف عنهم، فان الله تعالی یقول: (یرید الله بكم الیسر و لایرید بكم العسر). و قال (ص)! (بعثت بالحنیفیه السهله السمحه). قوله: (و خلاكم ذم): لفظه تقال علی سبیل المثل ای قد اعذرتم و سقط عنكم الذم. ثم قسم ایامه الثلاثه اقساما فقال: انا بالامس صاحبكم ای كنت ارجی و اخاف، و انا الیوم عبره لكم، ای عظه تع تبرون بها. و انا غدا مفارقكم، اكون فی دار اخری غیر داركم. ثم ذكر انه ان بقی و لم یمت من هذه الضربه فهو ولی دمه، ان شاء عفا، و ان شاء اقتص، و ان لم یبق فالفناء الموعد الذی لا بد منه. ثم عاد فقال: و ان اعف، و التقسیم لیس علی قاعده تقسیم المتكلمین. و المعنی منه مفهوم، و هو اما ان اسلم، من هذه الضربه او لااسلم فان سلمت منها فانا ولی دمی، ان شئت عفوت فلم اقتص، و ان شئت اقتصصت، و لا یعنی بالقصاص هاهنا القتل، بل ضربه بضربه فان سرت الی النفس كانت السرایه مهدره كقطع الید. ثم اوما الی انه ان سلم عفا بقوله ان العفو لی ان عفوت قربه. ثم عدنا الی القسم الثانی من القسمین الاولین، و هو انه (ع) لایسلم من هذه، فولایه الدم الی الورثه ان شائوا اقتصوا و ان شائوا عفوا. ثم اوما الی ان العفو منهم احسن، بقوله: (و هو لكم حسنه) بل امرهم امرا صریحا بالعفو، فقال: فاعفوا (الا تحبون ان یغفر الله لكم). و هذا لفظ الكتاب العزیز، و ینبغی ان یكون امره بالعفو فی هذا الكلام محمولا علی الندب. ثم اقسم (ع) انه ما فجاه من الموت امر انكره و لا كرهه، فجانی الشی ء: اتانی بغته. ثم قال: (ما كنت الا كقارب ورد)، و القارب: الذی یسیر الی الماء و قد بقی بینه و بینه لیله واحده، و الاسم: القرب، فهم قاربون و لایقال (مقربون)، و هو حرف شاذ.
صفحه 143.